السعي بين الصفا والمروة
🔴 : السعي بين الصفا و المروة ( الركن الثالث من أركان العمرة )
✅ تعريفات :
🔹️السَّعي : هو المشيُ، والعَدْوُ مِن غيرِ شَدٍّ .
🔹️الصَّفا : مكانٌ مرتفِعٌ مِن جبلِ أبي قُبَيسٍ، ومنه ابتداءُ السَّعيِ، ويقع في طَرَف المسعى الجنوبيِّ .
🔹️المروة : جبلٌ بمكَّة، وإليه انتهاءُ السَّعيِ، وهو في أصلِ جبل قُعَيْقِعان، ويقعُ في طَرَفِ المسعى الشَّمالي .
⬅️ إذن السَّعْيُ بين الصَّفا والمروة هو قَطْعُ المسافةِ الكائنةِ بين الصَّفا والمروةِ، سبعَ مرَّاتٍ في نُسُكِ الحجّ أو العُمْرة .
✅ و السَّعيُ بين الصَّفا والمروة مشروعٌ في الكتاب و السنة
♦️قَال الله تعالى:
( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ) [البقرة: 158].
♦️ وعَنِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: ((رأينا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحرم بالحجِّ، وطاف بالبيتِ، وسعى بين الصَّفا والمروةِ ))
رواه مسلم (1233).
✅ و أصلُ مشروعيَّةِ السَّعْيِ هو سعيُ هاجرَ عليها السَّلامُ، عندما ترَكَها نبي الله إبراهيمُ مع ابنِهِما إسماعيلَ عليهما السلام بمكَّة، ونَفِدَ ما معها من طعامٍ وشرابٍ، وبدأت تشعُرُ هي وابنُها بالعطشِ؛ فسَعَتْ بين الصَّفا والمروةِ سَبْعَ مرَّاتٍ طلبًا للماءِ؛
🔸️يقول ابنُ عبَّاسٍ رضي الله عنهما : وجعلَتْ أمُّ إسماعيلَ تُرْضِعُ إسماعيلَ وتَشْرَبُ من ذلك الماءِ، حتى إذا نَفِد ما في السِّقاءِ عَطِشَت وعَطِشَ ابنُها، وجعلت تنظرُ إليه يتلوى فانطلقت كراهيةَ أن تنظُرَ إليه، فوجَدَت الصَّفا أقربَ جبلٍ في الأرضِ يليها، فقامت عليه، ثم استقبلَتِ الواديَ تنظُرُ: هل ترى أحدًا؟، فلم تَرَ أحدًا، فهَبَطَت مِنَ الصَّفا حتى إذا بلغَتِ الواديَ، رفعت طَرَفَ دِرْعِها، ثم سعت سَعْيَ الإنسانِ المجهودِ، حتى إذا جاوزت الواديَ، ثم أتت المروةَ، فقامت عليها، ونظَرَت هل ترى أحدًا؟ فلم تَرَ أحدًا، ففعلت ذلك سبْعَ مرَّاتٍ،
قال ابنُ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (فذلك سَعْيُ النَّاسِ بينهما ) رواه البخاري
✅ شروط السعي بين الصفا و المروة :
1️⃣ يُشتَرَط في صحَّةِ كلِّ شوطٍ من أشواطِ السَّعيِ قَطْعُ جميعِ المسافة بين الصَّفا والمروةِ ، فإن لم يقطَعْها كلَّها لم يصِحَّ، وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقْهيَّةِ الأربَعةِ
2️⃣ الترتيبُ بأن يبدأَ بالصَّفا وينتهيَ بالمروة
فلابدّ للمعتمر أن يبدأَ سَعْيَه بالصَّفا، وينتهيَ بالمروةِ .
3️⃣ يُشتَرَطُ في صِحَّةِ السَّعيِ بين الصَّفا والمروةِ، أن يكون سَبعةَ أَشواطٍ، ذَهابُه مِنَ الصَّفا إلى المروةِ شَوْطٌ، ورجوعُه مِنَ المروةِ إلى الصَّفا شَوْطٌ .
4️⃣ يُشتَرَطُ في صحَّةِ السَّعيِ أن يقَعَ بعد الطَّوافِ، وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقْهيَّةِ الأربَعةِ
5️⃣ الموالاةُ بينَ أشْواطِ السَّعي
و إذا أُقيمَتِ صلاةُ الفريضة أثناءَ السَّعي، قَطَعَ المعتمر السَّعيَ وصلَّى، ثم أتمَّ الأشواطَ الباقِيَة .
✅ الحِكْمَةُ و المغزى من السَّعْيِ بين الصفا و المروة :
👈على المعتمر أن يستشعر و هو بالمسعى ، قوة إيمان نبي الله إبراهيمَ وزَوجَتِه هاجر وابنِهِما إسماعيل عليهم السلامُ، وما كانوا عليه مِنِ امتثالِ أمْرِ اللهِ تعالى، والمبادَرةِ إليه،
حينما أمر الله سيدنا إبراهيم بترك زوجته هاجر و إبنه إسماعيل في فلاة فانقطعت بهم سُبل المؤونة .
فيكون التذكُّرُ باعثًا على مِثْلِ ما كانوا عليه من الصبر و التحمل و عدم التسخط
💎يحملك ذلك على تعظيم أمر الله و حُسن الرجاء و التوكل عليه و استشعار الإفتقار و الإلتجاء إلى الله في المحن .
و أن الله علام الغيوب ، بيده الخير كلّه
و أن الإبتلاء و الإختبار سبيل المؤمنين و طريقهم لمعرفة ربِّ العالمين .
و صلّى الله و سلَّم على نبِّينا محمّد و على آله أجمعين .
اترك رداً
تريد المشاركة في هذا النقاششارك إن أردت
Feel free to contribute!