المسجد الحرام
الكعبة المشرفة
بنى إبراهيم عليه السلام أفضل بناء في أشرف البقاع والأماكن، في وادٍ غير ذي زرع، ودعا لأهلها بالبركة وأن يرزقهم من الثمرات، وأن يجعله حرمًا محرمًا آمنًا، فاستجاب الله دعاء خليله وسأل الله أن يبعث فيهم رسولًا من جنسهم وعلى لغتهم الفصيحة البليغة، فبعث الله فيهم رسولًا هو أفضل الرسل وخاتم النبيين والمرسلين وأكمل له الدين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، فاختصت الكعبة المشرّفة بفرضية التوجّه إليها في جميع الصلوات، فهي قبلة المسلمين في سائر أنحاء المعمورة، ولاتصح صلاة أحد إلا باستقبالها. والكعبة أول بيتٍ وضع للناس قال جلّ في علاه: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ).
يتوجّه المسلمون من أي مكان في العالم نحو الكعبة عند أداء الصلاة، ويطوف حولها ضيف الرحمن سبعة أشواط بجعل الكعبة على يساره بمحاذاة الحجر الأسود، طائفًا إما أن تكون تحيةً للمسجد الحرام أو لأداء مناسك الحج أو العمرة.
هناك أربعة أركانٍ للكعبة المشرفة، أطلق على كل ركن منها اسم له دلالة، فهناك الركن العراقي، والشامي إلى جانب الركن اليماني، إضافة إلى ركن الحجر الأسود، الذي يوجد به الحجر نفسه، وعلى مقربة منه باب الكعبة الذي يفتح مرتين في العام، دون أن ننسى حِجرَ إسماعيل الذي يعد جزءًا من الكعبة نفسها.
وشهدت الكعبة لاحقًا إضافات لحقت بها كالكسوة التي تتغير مرة واحدة كل عام في صباح يوم عرفة الموافق للتاسع من شهر ذي الحجة، إضافة للميزاب والشاذروان.
باب الكعبة، وبعد أن كان لوقت طويل يفتح بشكل غير منتظم، مما كان له أضرار ومخاطر على حياة الناس جراء التزاحم عليه، اقتضت الضرورة بأن يفتح مرتين في العام فقط، أما المرة الأولى فهي في شهر شعبان لغسلها، والثانية في أول ذي الحجة لغسيلها أيضاً ولتعليق كسوتها الجديدة.
رفع سقف الكعبة المشرفة 49 قطعة من شجر التيك الذي تم إحضاره من بورما وتمت معالجته في جدة حتى تم تجفيفه وتخفيض نسبة الرطوبة به وتم توزيعه على جدران الكعبة من الداخل بالتساوي حتى يتم رفع السقف.
وتنمو أشجار التيك التي يصل ارتفاعها 45 متراً في الغابات الاستوائية بجنوب شرق آسيا ويعتمد عليها في صناعة السفن والأثاث عالي الجودة لصلابتها ومقاومتها للماء واحتوائها على مادة دهنية تقاوم الحشرات.