العمرة فضلها واحكامها
✅ تعريف العمرة :
العمرة لغة : هي الزيارة والقصد.
و شرعاً: هي زيارة بيت الله الحرام و التعبُّد لله تعالى بالطَّوافِ ببيتِه، والسَّعْيِ بين الصَّفا والمروة، والتحَلُّلِ منها بالحَلْقِ أو التَّقصيرِ .
✅ حُكم العُمرة :
أجمع العلماء على مشروعية العمرة وفضلها .
لكنهم اختلفوا هل هي واجبة أم مستحبة؟ على قولين مشهورين :
1️⃣: وجوبها، وهو المشهور عن أحمد والشافعي و البخاري وجماعةٍ من أهل الحديث وغيرهم – رحمهم الله – ومن أدلَّتهم على ذلك:
🔸️ ما رواه أهل السُّنن وغيرهم عن أبي رزين العقيلي – وافد بني المُنتفِق – أنَّه أتى النبيَّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – فقال: إنَّ أبي شيخٌ كبير لا يستطيع الحجَّ ولا العُمرة، فقال: ((حجَّ عن أبيك واعتَمِرْ))[1]؛ صحَّحَه الترمذي، وقال أحمد: لا أعلم في إيجاب العُمرة حديثًا أجوَدَ من هذا، ولا أصحَّ منه.
🔸️ وبحديث عمر في رواية الدارقطني، وفيه قال – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((وتحج البيت وتعتمر))[2].
🔸️ واستأنَسُوا بقوله تعالى: ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِله﴾ [البقرة: 196].
🔸️قال البخاري رحمه الله : بَاب وُجُوبِ الْعُمْرَةِ وَفَضْلِهَا
قَالَ ابْنُ عُمَرَ : رَضِيَ الله عَنْهُمَا : لَيْسَ أَحَدٌ إِلا وَعَلَيْهِ حَجَّةٌ وَعُمْرَةٌ ،
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا : إِنَّهَا لَقَرِينَتُهَا فِي كِتَابِ الله (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِله) اهـ
وقوله : (لَقَرِينَتُهَا) أي : قرينة فريضة الحج .
2️⃣: إنَّها سنَّة وليست بواجبةٍ، وهو مذهب مالكٍ وأبي حنيفة ، واختيار شيخ الإسلام ابن تيميَّة، ومن أدلَّتهم في ذلك:
🔹️ حديث جابر – رضِي الله عنه – مرفوعًا: سُئِل – يعني: النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – – عن العُمرة: أواجبةٌ هي؟ قال: ((لا، وأن تعتَمِرَ خيرٌ لك))؛ صحَّحه الترمذي[3].
غير أن هذا الحديث ، ضعفه الشافعي وابن عبد البر وابن حجر والنووي ، والألباني في ضعيف الترمذي ، وغيرهم .
⬅️ ودليلهم كذلك أنَّ الأصْلَ عدمُ وجوبها، والبراءة الأصليَّة لا يُنتَقلُ عنها إلا بدليل يثبت به التكليف، ولا دليل يصلح لذلك .
🔹️ ويُؤيِّد ما ذهبوا إليه أن الله تعالى فرض الحج فقط : ﴿ وَلِله عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ﴾ [آل عمران: 97].
⚠️️ولفظ الحج في القُرآن لا يتناول العُمرة؛ فإنه سبحانه إذا أراد العُمرةَ ذكَرَها مع الحج كقوله: ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِله ﴾ [البقرة: 196].
🔹️ وممَّا يُؤيِّد ذلك اقتصارُ النبيِّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – على ذِكر الحج دون العُمرة، كما في حديث ابن عمر – رضِي الله عنهما – في الصحيحين وغيرهما: ((بُنِي الإسلامُ على خمسٍ: شهادة أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وحج بيت الله الحرام)).
و العلم عند الله تعالى .
✅ فضل العُمرة :
🚩 قد ورد في السنة النبوية ما يدل على فضل العمرة وثوابها..
🔸️ “غفران الذنوب وزوالها” :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”. رواه البخاري
🔸️ “إكرام الله للمعتمرين ” :
قال صلى الله عليه وسلم :
( الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم )
رواه ابن ماجه وحسنه الألباني .
🔸️ “تنفي الفقر كما تنفي الذنوب” :
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ الْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلَّا الْجَنَّةُ) رواه التّرمذي والنّسائي، وصححه ابن خزيمة وابن حبّان، وقال التّرمذي: حديث حسن صحيح.
✅ و يتأكد فضل العمرة و يزداد أجرها في مواسم الخير و الطاعات :
🔹 في ️رمضان
و هو افضل المواسم لأدائها ؛ لما صحَّ أنَّ النبيَّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – أمَر أمَّ معقل – لما فاتَها الحج – أنْ تعتمر في رمضان، وأخبرها أنَّ: ((عُمرة في رمضان تعدل حجَّة))[4]،
وفي لفظ: ((معي))؛ أي: حجَّة مع النبيِّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – فالحديث دالٌّ على فضْل العُمرة في رمضان، لكن لا تسقط فرضية الحج على من لم يؤده .
🔹️ أشهر الحج (5):
ذهب جماعةٌ من أهل العلم أنَّ العُمرة في أشهُر الحج أفضل من عُمرةٍ في غير أشهر الحج؛ لأنَّ النبيَّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – اعتمر عُمَرَهُ الأربع كلها في أشهر الحج.
و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين محمد و آله و صحبه أجمعين
[1] مسند أحمد (4/10،11،12)، وسنن الترمذي (930)، وسنن النسائي (5/111)، وسنن ابن ماجه (2906).
[2] سنن الدارقطني (2/282).
[3] سنن الترمذي (931).
[4] مسند الإمام أحمد (4/210).
(5) أشهر الحج : شوال ، ذو القعدة ، ذو الحجة .
اترك رداً
تريد المشاركة في هذا النقاششارك إن أردت
Feel free to contribute!