🔸️اصطلاحًا هي : الممنوعاتُ التي يجِبُ على الْمُحْرِمِ اجتنابُها؛ بسبب إحرامِه ودُخُولِه في النُّسُكِ .
✅ الفِدْيةُ :
🔸️لغةً : أن يُجعَلَ شيءٌ مكانَ شَيءٍ حِمًى له، ومنه فِدْيَةُ الأسيرِ، واستنقاذُه بمالٍ .
🔸️ اصطلاحًا: هي ما يجِبُ لفِعْلِ محظورٍ أو تَرْكِ واجبٍ، وسُمِّيَت فديةً؛ لقوله تعالى: ( فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ) سورة البقرة: 196.
✅ محظوراتُ الإحرامِ التي تعُمُّ الرِّجالَ والنِّساءَ سَبْعةٌ:
1️⃣حَلْقُ الشَّعْرِ: حُكِي الإجماع على منع ذلك و يعفى عن يسير الشعر المتساقط جراء حكّ و تمشيط الرأس .
2️⃣ تقليمُ الأظفارِ : لقول الله عز وجل : ” ثم ليقضوا ثفتهم “ قال ابن عباس رضي الله عنهما : التفث هو حلق الرأس و قص الأظافر .
3️⃣الطِّيبُ : حُكِي الإجماع على منع ذلك عن المُحرم كما قال النووي : ( يشترط في الطيب الذي يحكم بتحريمه أن يكون معظم الغرض منه الطيب ، و إتخاذ الطيب منه ، او يظهر فيه هذا الغرض ) المجموع 277/7
4️⃣ الصَّيدُ : يُحرم على المحرم صيد البَرِّ أو الإعانة عليه ، قال الله تعالى : ” يا أيها آمنوا لا تقتلوا الصيد و أنتم حرم “
5️⃣ عقدُ النِّكاحِ: لا يعقد المُحرم لنفسه و لا يعقد رجل على إمرأة مُحرمة و لا يكون المُحرم وليًّا ، لا يصح العقد عمن وقع منه . قال صلى الله عليه وسلم : ( لا ينكح المحرم و لا يُنكح و لا يَخطب ) رواه مسلم .
6️⃣ الجِماعُ و المُباشرة : مُحرّمٌ على المحرم إجماعا فمن جامع زوجته في إحرامه بالعمرة فعمرته باطلة فاسدة ، فعليه إتمام النسك وجوبا ، و عليه ذبح شاة له هو و لزوجته شاة إن كان الجماع برِضَاها .
إن كانت عمرته عمرة فريضة وجب عليه قضاءها فورا و إن كانت عمرته نافلة تقضى كذلك لكن ليس على الفور .
على أن يُحرم المُحرم في عمرة القضاء من الميقات الذي أحرم منه أولا و هذا قول الجمهور .
و المباشرة مُحرّمة شرعا لكنها لا تبطل العمرة و يلزم من باشر بالمسِّ أو النظر المتكرر فأنزل أثناء إحرامه ذبح شاة و هو مذهب الإمام أحمد و إختيار شيخ الإسلام ابن تيمية
7️⃣ الفسوق و الجدال : ينبغي للمُحرم أن يبتعد عن الكلام القبيح و الجدال و الخصومات لئلا ينقص أجره ، و ليتحلى بالصبر و الحلم و كظم الغيظ . قال الله تعالى : ” فلا رفث و لا فسوق و لا جدال في الحج “ و الحج و العمرة سواء . الرفث : الجماع و مقدماته . الفسوق : العصيان . الجدال : المراء بغير حق .
✅ المحظوراتُ التي تختَصُّ بالرِّجالِ اثنتان:
1-لُبْسُ المَخِيطِ : المراد به ما يدار على البدن أو عضو من أعضائه كاملا ، و ليس معناه الخيط ، فلبس الساعة أو النعال أو الحزام الذي فيه خيط جائز .
2-تَغْطيةُ الرَّأْسِ: هناك إجماع إلا الوجه محل خلاف من ذلك لبس الكمامة على قولين اثنين : _ القول الأول هو جواز تغطيه الوجه و هو مذهب الصحابة عثمان بن عفان و ابن عباس و جابر رضي الله عنهم ، و من التابعين عطاء و طاووس و مذهب الشافعية . _القول الثاني عدم جواز تغطية الوجه و هو مذهب جمهور الفقهاء مستندين بحديث : ( و لا تخمِّروا وجهه ) رواه مسلم و صححه ابن حجر .
✅ المحظوراتُ التي تختصُّ بالنِّساءِ اثنتان: 1-النِّقابُ. 2-لُبْسُ القُفَّازين .
✅ إذا افتدى المحرم عن محظورٍ مِنْ محظورات الإحرام ثمَّ عاد إلى فعله بعد الفدية فتَلزَمه فديةٌ أخرى.
✅ إذا كانت المحظوراتُ مُتداخِلةَ الأجزاء، أي: مِنْ نوعٍ واحدٍ، ووقعَتْ في مجلسٍ أو مجالسَ متفرِّقةٍ، مثل الحلق بعد الحلق أو التطيُّب بعد التطيُّب فعليه فديةٌ واحدةٌ، فلا تتعدَّدُ الفديةُ بتعدُّد أسبابها، مثل مَنْ سَهَا في صلاته مرَّاتٍ متعدِّدةً يكفيه لجميعِها سجودُ سهوٍ واحدٌ
✅ إذا كانت المحظورات المرتَكَبَة غيرَ مُتداخِلةِ الأجزاء أي: أطرافُها متباينةٌ، فإمَّا أَنْ يكون المُحْرِمُ قد أتى بها مُجتمِعةً في مجلسٍ واحدٍ أو متفرِّقةً، فإِنْ أتى بها مُجتمِعةً فتَلزَمه كفَّارةٌ واحدةٌ كالمُحرِم الذي لَبِس ثوبًا مَخيطًا مُطيَّبًا، وهذا منقولٌ عن الإمام أحمد رحمه الله، قال: «إنَّ في الطِّيب واللُّبس والحَلْق فديةً واحدةً، وإِنْ فَعَل ذلك واحدًا بعد واحدٍ فعليه لكُلِّ واحدٍ دمٌ»، وهو قولُ إسحاق، وقال الحسن: «إِنْ لَبِسَ القميصَ وتَعَمَّم وتطيَّب ـ فَعَلَ ذلك جميعًا ـ فليس عليه إلَّا كفَّارةٌ واحدةٌ»، ونحو ذلك عن الإمام مالكٍ ـ رحمهم الله ـ.
✅ أمَّا إذا كانت المحظورات المُرتكَبة أنواعًا متفرِّقةً؛ فإنَّ الفدية تتعدَّد بتعدُّد مُوجِبها أي: أنَّ عليه لكُلِّ محظورٍ فداءً، وتُلحَق صورتُها بالحدود المختلفة كمَنْ سَرَق وزنى وقذف، فتتعدَّد عليه الحدود .
✅ إذا وَصَل المُحْرِمُ إلى المسجد الحرام دَخَله و أتى بأذكار الدخول كما يأتي بها عند دخول باقي المساجد ،
⚠️ ويُستحَبُّ له ـ عند توجُّهه إلى الحَجَر الأسود لبداية الطواف أَنْ يكشف الكتفَ الأيمن ويغطِّيَ الكتفَ الأيسر في الأشواط السبعة منه فقط، وهو ما يُسمَّى ﺑ «الاضطباع»(1).
ويَستقبِل الحَجرَ الأسود فيقول: «بِسْمِ اللهِ، اللهُ أَكْبَرُ»، والتسميةُ قبل التكبير ثابتةٌ عن ابنِ عمر رضي الله عنهما موقوفًا(2)،
ثُمَّ يُقَبِّلُهُ بفمه إِنْ تيسَّر، فمَنْ لم يستطع اسْتَلَمَه بيده مسحًا ثُمَّ قبَّل يدَه، فإِنْ تَعذَّر عليه ذلك لشِدَّة الزِّحام أشار إليه بيده مِنْ بعيدٍ، مِنْ غير أَنْ يقبِّل يده (3)؛
👈ويفعل ذلك في كُلِّ طوافه؛ ولا يجوز أَنْ يرفع صوتَه بنيَّة الطواف؛ لأنَّ مَحَلَّها القلبُ، ولا أَنْ يعتقد في الحَجَر الأسود النفعَ والضرَّ، وإنما يفعل ذلك اقتداءً بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم طاعةً لله تعالى.
✅ ثمَّ يشرع في الطواف بالبيت، ويجعل الكعبةَ عن يساره، ويدور حولها: مِنَ الحَجَر إلى الحَجَر شوطٌ، فإذا وَصَل الركن اليمانيَّ استلمه بيده في كُلِّ طوفةٍ إِنْ تيسَّر بدون تقبيلٍ، فإِنْ تعذَّر فلا يشير إليه بيده.
⬅️ وكلَّما مرَّ بالحَجَر الأسود كرَّر ما فَعَلَه في الطوفة الأولى في سبعة أشواطٍ، وله الاختيار في ذِكرِ ما يشاء مِنَ الأدعية والأذكار والاستغفار والقراءة؛ إذ ليس للطواف ذِكرٌ خاصٌّ إلَّا ما ثَبَت مِنْ ذِكرٍ بين الركن اليمانيِّ والحَجَر، حيث يقول بينهما: ﴿رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ حَسَنَةٗ وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ٢٠١﴾ [البقرة].
✅ ويُستحَبُّ له الرَّمَل(9) مِنَ الحَجَر إلى الحَجَر في الأشواط الثلاثة الأولى مِنْ طواف القدوم، ويمشي فيما بين الركن اليمانيِّ والحَجَر الأسود، ولا يَرْمُل في الأربعة الباقية؛ والرَّمَل في الطوافِ والهرولةُ في السعي هما خاصَّان بالرجال، فلا رَمَلَ للنساء ولا هرولةَ(10).
♦️ويدلُّ على ما تقدَّم: حديثُ ابنِ عمر رضي الله عنهما: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا طَافَ بِالبَيْتِ الطَّوَافَ الأَوَّلَ رَمَلَ ثَلَاثَةً وَمَشَى أَرْبَعَةً مِنَ الحَجَرِ إِلَى الحَجَرِ»(11)،
✅ ويجوز للنساء الطوافُ مِنْ وراء الرجال مِنْ غيرِ مخالطةٍ، فقَدْ «كَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا تَطُوفُ حَجْرَةً مِنَ الرِّجَالِ لَا تُخَالِطُهُمْ»(13)، وعن أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قالت: «شَكَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي أَشْتَكِي فَقَالَ: «طُوفِي مِنْ وَرَاءِ النَّاسِ وَأَنْتِ رَاكِبَةٌ»»(14).
🛑 والمرأةُ اليوم للأسف خالطت الرِّجال و زاحمتهم عند الحَجَر الأسود والركن اليمانيِّ و عند الملتزم و في الطواف حتَّى انكشفَتْ عورتُها و باءت بالإثم من أجل فعل ليس واجبا عليها ، و قد كانت نساء السلف تتحرزن من كل ذلك .
⚠️ تنبيه على أخطاء يرتكبها بعض الطائفين، منها:
🔹️لا يجوز للحاجِّ أو المُعتمِر في طوافه أَنْ يُزاحِم الناسَ لِمَا فيه مِنَ الأَذِيَّة والضرر، وذهاب الخشوع والتعبُّد، وقد يَصِل إلى حدِّ اللغو والجدال والمقاتلة؛ والمعلومُ أنَّ الاستلام والإشارة مُستحَبَّان والإيذاءَ محرَّمٌ؛ فلا يجوز فعلُ المحرَّم لتحصيل المُستحَبِّ.
🔹️ولا يجوز أَنْ يُعتقَد أنَّ لكُلِّ شوطٍ دعاءً خاصًّا إلَّا ما صحَّ عن عبد الله بنِ السائب رضي الله عنه قال: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ: ﴿رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ حَسَنَةٗ وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ٢٠١﴾ [البقرة]»(15).
🔹️ولا يجوز أَنْ يرفع صوته لِمَا فيه مِنَ التشويش على الآخَرين، ولا أَنْ يدعوَ بالدعاء جماعيًّا؛ إذ لا يُشرَع في الذِّكرِ الاجتماعُ عليه بصوتٍ واحدٍ.
🔹️ولا يصحُّ له أَنْ يطوف مِنْ داخل الحِجْر؛ لأنَّ الحِجْر مِنَ الكعبة إجماعًا(16)، فيجب الطوافُ وراءَه؛ لأنَّ الله تعالى أَمَر بالطواف بالبيت جميعِه بقوله تعالى: ﴿وَلۡيَطَّوَّفُواْ بِٱلۡبَيۡتِ ٱلۡعَتِيقِ٢٩﴾ [الحج: ٢٩]، والحِجْر منه، فمَنْ لم يَطُفْ به لم يُعْتَدَّ بطوافه(17).
🔹️ولا يجوز أَنْ يَستَلِمَ إلَّا الركنين اليمانيَّيْن ولا يَستلِم الركنين الشاميَّيْن لحديثِ ابنِ عمر رضي الله عنهما قال: «لَمْ أَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَلِمُ مِنَ البَيْتِ إِلَّا الرُّكْنَيْنِ اليَمَانِيَّيْنِ»(18)، وفي حديثِ عائشة رضي الله عنها قال لها النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ قَوْمَكِ لَمَّا بَنَوُا الكَعْبَةَ اقْتَصَرُوا عَنْ قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ؟» فَقُلْتُ: «يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا تَرُدُّهَا عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ؟!» قَالَ: «لَوْلَا حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالكُفْرِ لَفَعَلْتُ»، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ [ابْنُ عُمَرَ] رضي الله عنه: «لَئِنْ كَانَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها سَمِعَتْ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أُرَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرَكَ اسْتِلَامَ الرُّكْنَيْنِ اللَّذَيْنِ يَلِيَانِ الحِجْرَ إِلَّا أَنَّ البَيْتَ لَمْ يُتَمَّمْ عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ»(19).
🔹️ولا يجوز للحائضٍ أو النفساء أَنْ تطوف بالبيت ولا العُريان؛ لقوله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: «افْعَلِي كَمَا يَفْعَلُ الحَاجُّ غَيْرَ أَنْ لَا تَطُوفِي بِالبَيْتِ»(20)، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «لَا يَطُوفُ بِالبَيْتِ عُرْيَانٌ»(21).
⬅️ وتَلزَمُه الموالاةُ بين الأشواط في الطواف إلَّا لعذرٍ، ويبني للعذر على ما سَبَق مِنْ حيث انقطع طوافُه، مع إعادة الشوط الذي خَرَج منه.
🔹️لا يجوز ـ أثناءَ الطواف ـ الكلامُ الذي لا يُرضي اللهَ تعالى، الذي يتضمَّن إيذاءً لعباد الله وإذهابًا للخشوع، ويجوز له الكلامُ في الأمور الواجبةِ والمُستحَبَّة والمُباحة مِنْ غيرِ توسُّعٍ؛ والاشتغالُ بذِكر الله وقراءةِ القرآن أَوْلى وأسلمُ لقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الطَّوَافَ بِالبَيْتِ مِثْلُ الصَّلَاةِ إِلَّا أَنَّكُمْ تَتَكَلَّمُونَ، فَمَنْ تَكَلَّمَ فَلَا يَتَكَلَّمْ إِلَّا بِخَيْرٍ»(22)، وفي روايةٍ: «فَأَقِلُّوا فِيهِ الكَلَامَ»(23).
✅ يُستحَبُّ له الْتزامُ المُلتزَم في الطواف إِنْ تيسَّر، ويَضَع عليه صَدْرَه ووجهَه وذراعَيْه، ويدعو بما شاء ويسأل اللهَ حاجتَه؛ لأنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَضَعُ صَدْرَهُ وَوَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ وَكَفَّيْهِ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالبَابِ(24)، والصحابةُ رضي الله عنهم كانوا يفعلون ذلك حين يدخلون مكَّة، و«لو وقف عند الباب ودَعَا هناك مِنْ غير الْتزامٍ للبيت كان حسنًا»(25).
✅ فإذا أَتمَّ سبعةَ أشواطٍ وانتهى منها غطَّى كَتِفَه، وتقدَّم إلى مَقام إبراهيم ويقرأ: ﴿وَٱتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبۡرَٰهِۧمَ مُصَلّٗىۖ ﴾ [البقرة: ١٢٥]، ثمَّ يصلِّي سنَّةَ الطواف خَلْفَ المَقام أو قريبًا منه إِنْ أَمكنَ وإلَّا ففي أيِّ مكانٍ داخِلَ الحرم، ويقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة ﺑ: ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ١﴾ [الكافرون: ١]، وفي الثانية بعد الفاتحة ـ أيضًا ـ ﺑ: ﴿قُلۡ هُوَ ٱلله أَحَدٌ١﴾ [الإخلاص].
▪️️قال ابنُ عبد البرِّ رحمه الله: «وأجمعوا ـ أيضًا ـ على أنَّ الطائف يُصلِّي الركعتين حيث شاء مِنَ المسجد، وحيث أَمكنَه، وأنه إِنْ لم يُصلِّ عند المَقام أو خلف المَقام فلا شيءَ عليه»(26).
ويدلُّ على ما تقدَّم حديثُ جابر بنِ عبد الله رضي الله عنهما، قال في صفة حَجَّة النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «..حَتَّى إِذَا أَتَيْنَا البَيْتَ مَعَهُ اسْتَلَمَ الرُّكْنَ، فَرَمَلَ ثَلَاثًا وَمَشَى أَرْبَعًا، ثُمَّ نَفَذَ إِلَى مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام فَقَرَأَ: ﴿وَٱتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبۡرَٰهِۧمَ مُصَلّٗىۖ ﴾، فَجَعَلَ المَقَامَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ البَيْتِ»، قال جعفرٌ الصادق بنُ محمَّدٍ الباقر: فَكَانَ أَبِي يَقُولُ وَلَا أَعْلَمُهُ ذَكَرَهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَانَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ: ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ١﴾ وَ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ١﴾»(27).
✅ وعلى المصلِّي أَنْ يتَّخِذ السُّترةَ عند الشروع في صلاته، لعموم النصوص المؤكِّدة على اتِّخاذها مِنْ غير تفريقٍ بين الحرم وغيره مِنَ المساجد؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ إِلَى سُتْرَةٍ فَلْيَدْنُ مِنْهَا؛ لَا يَقْطَعِ الشَّيْطَانُ عَلَيْهِ صَلَاتَهُ»(28) ، وقولِه صلى الله عليه وسلم: «إِذَا وَضَعَ أَحَدُكُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلَ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ فَلْيُصَلِّ وَلَا يُبَالِ مَنْ مَرَّ وَرَاءَ ذَلِكَ»(30)؛
👈وقد يُعفى عن المُضطرِّ عند شدَّة الزحام .
✅ بعد الفراغ من الطواف ، ينصرف المعتمر إلى زمزم فيشرب منه ويصبُّ على رأسه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ»(33)، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ؛ إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ وَشِفَاءُ سُقْمٍ»(34)، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ مَاءٍ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مَاءُ زَمْزَمَ؛ فِيهِ طَعَامٌ مِنَ الطُّعْمِ وَشِفَاءٌ مِنَ السُّقْمِ»(35).
✅ ثمَّ يُسَنُّ له الرجوعُ إلى الحَجَر الأسود ـ قبل أَنْ يأتيَ المسعى ـ فيكبِّر ويَستلِمُه إِنْ تيسَّر على نحوِ ما تقدَّم،
♦️ويدلُّ عليه حديثُ جابر بنِ عبد الله رضي الله عنهما: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَلَ ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ مِنَ الحَجَرِ إِلَى الحَجَرِ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ عَادَ إِلَى الحَجَرِ، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى زَمْزَمَ فَشَرِبَ مِنْهَا وَصَبَّ عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ رَجَعَ فَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الصَّفَا»(36)، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ»(37).
(1) قال ابنُ قدامة رحمه الله في «المغني» (٣/ ٣٧٢): «ويُستحَبُّ الاضطباعُ في طواف القدوم.. وإذا فَرَغ مِنَ الطواف سوَّى رداءَه؛ لأنَّ الاضطباعَ غيرُ مُستحَبٍّ في الصلاة.. لأنَّ قوله: طاف النبيُّ صلى الله عليه وسلم مُضطبِعًا ينصرف إلى جميعه، ولا يَضطبِعُ في غيرِ هذا الطواف، ولا يَضطبِعُ في السعي» بتصرُّف.
(2) أخرجه البخاريُّ
(3) قال ابنُ عبد البرِّ رحمه الله في «الاستذكار» (٤/ ٢٠١): «ولا يختلف العلماءُ أنَّ تقبيل الحَجَر الأسود في الطواف مِنْ سُنَن الحجِّ لمَنْ قَدَر عليه، ومَنْ لم يقدر عليه وَضَع يده على فيه ثمَّ وَضَعها عليه مُستلِمًا ورَفَعها إلى فيه، فإِنْ لم يقدر ـ أيضًا ـ على ذلك كبَّر إذا قابله وحاذاه، فإِنْ لم يفعل فلا أَعلمُ أحَدًا أَوجبَ عليه دمًا ولا فديةً».
(4) أخرجه أبو داود في «المناسك» باب الاضطباع في الطواف (١٨٨٤) مِنْ حديثِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما. والحديث حَسَّنه المنذريُّ كما في «نصب الراية» للزيلعي (٣/ ٤٣)، وصحَّحه الألبانيُّ في «الإرواء» (٤/ ٢٩٢).
(5) أخرجه البخاريُّ في «الحجِّ» بابُ تقبيل الحَجَر (١٦١١) مِنْ حديثِ ابنِ عمر رضي الله عنهما.
(7) أخرجه البخاريُّ في «الحجِّ» باب التكبير عند الركن (١٦١٣) مِنْ حديثِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما.
(9) الرَّمَل: إذا أَسرعَ في المشي وهزَّ مَنْكِبَيْه، [انظر: «النهاية» لابن الأثير (٢/ ٢٦٥)].
(10) قال ابنُ عبد البرِّ رحمه الله في «الاستذكار» (٤/ ١٩٥): «وأجمعوا أنه ليس على النِّساء رَمَلٌ في طوافهنَّ بالبيت، ولا هرولةٌ في سعيهنَّ بين الصفا والمروة».
(11) مُتَّفَقٌ عليه: أخرجه البخاريُّ في «الحجِّ» بابُ ما جاء في السعي بين الصفا والمروة (١٦٤٤)، ومسلمٌ في «الحجِّ» (١٢٦١)، وابنُ ماجه في «المناسك» باب الرَّمَل حول البيت (٢٩٥٠) واللفظُ له، مِنْ حديثِ ابنِ عمر رضي الله عنهما.
(13) أخرجه البخاريُّ في «الحجِّ» بابُ طواف النساء مع الرِّجال (١٦١٨) عن عطاءٍ رحمه الله.
(14) مُتَّفَقٌ عليه
(15) أخرجه أبو داود في «المناسك» باب الدعاء في الطواف (١٨٩٢) مِنْ حديث عبد الله ابنِ السائب رضي الله عنه. والحديث حسَّنه الألبانيُّ في «صحيح أبي داود».
(16) انظر: «الاستذكار» لابن عبد البرِّ (٤/ ١٨٨).
(17) انظر: «المغني» لابن قدامة (٣/ ٣٨٢).
(18) مُتَّفَقٌ عليه
(19) مُتَّفَقٌ عليه
(20) مُتَّفَقٌ عليه
(21) مُتَّفَقٌ عليه
(22) أخرجه الترمذيُّ في «الحجِّ» بابُ ما جاء في الكلام في الطواف (٩٦٠)، والنَّسائيُّ في «مناسك الحجِّ» بابُ إباحة الكلام في الطواف (٢٩٢٢)، وابنُ خزيمة في «صحيحه» (٢٧٣٩)، وابنُ حِبَّان في «صحيحه» (٣٨٣٦)، والحاكم في «المستدرك» (١٦٨٧)، والبيهقيُّ في «سننه الكبرى» (٩٣٠٣)، مِنْ حديثِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما. والحديث صحَّحه الألبانيُّ في «الإرواء» (١/ ١٥٤)، وانظُرْ في وقفِه أو رفعِه ما كَتَبه ابنُ حجرٍ في «التلخيص الحبير» (١/ ١٩٥).
(24) انظر الحديثَ الذي أخرجه أبو داود في «المناسك» باب المُلتزَم (١٨٩٩)، وابنُ ماجه في «المناسك» باب المُلتزَم (٢٩٦٢)، مِنْ حديثِ عبد الله بنِ عمرٍو رضي الله عنهما. والحديثُ صحَّحه الألبانيُّ في «السلسلة الصحيحة» (٥/ ١٧٠)، وانظر: «التلخيص الحبير» لابن حجر (٢/ ٥٤٥).
(25) «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (٢٦/ ١٤٣).
(26) «الاستذكار» لابن عبد البرِّ (٤/ ٢٠٤). قال ابنُ قدامة رحمه الله في «المغني» (٣/ ٣٨٣): «وحيث رَكَعهما ومهما قَرَأ فيهما جازَ».
(27) أخرجه مسلمٌ في «الحجِّ» (١٢١٨) مِنْ حديثِ جابر بنِ عبد الله رضي الله عنهما الطويل.
(28) أخرجه أبو داود في «الصلاة» باب الدُّنُوِّ مِنَ السُّترة (٦٩٥)، والنسائيُّ في «القِبلة» باب الأمر بالدُّنُوِّ مِنَ السُّترة (٧٤٨)، مِنْ حديثِ سهل بنِ أبي حَثْمةَ رضي الله عنه. والحديث حَسَّنه ابنُ عبد البرِّ في «التمهيد» (٤/ ١٩٥)، وصحَّحه النوويُّ في «الخلاصة» (١/ ٥١٨)، والألبانيُّ في «السلسلة الصحيحة» (٣/ ٣٧٥).
(30) أخرجه مسلمٌ في «الصلاة» (٤٩٩) مِنْ حديثِ طلحة بنِ عُبَيْد الله رضي الله عنه.
(33) أخرجه ابنُ ماجه في «المناسك» باب الشرب مِنْ زمزم (٣٠٦٢) مِنْ حديثِ جابر ابنِ عبد الله رضي الله عنهما. والحديث حسَّنه المنذريُّ في «الترغيب والترهيب» (٢/ ١٣٦)، وابنُ القيِّم في «زاد المَعاد» (٤/ ٣٦٠)، وصحَّحه الألبانيُّ في «إرواء الغليل» (١١٢٣).
(34) أخرجه البيهقيُّ في «السنن الكبرى» (٩٦٥٩)، وهو في مسلمٍ دون قوله: «وشفاءُ سُقْمٍ» في «فضائل الصحابة» (٢٤٧٣)، مِنْ حديثِ أبي ذرٍّ رضي الله عنه. والحديث صحَّحه المنذريُّ في «الترغيب والترهيب» (٢/ ١٣٥)، والألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٢٤٣٥).
(35) أخرجه الطبرانيُّ في «المعجم الكبير» (١١/ ٩٨) وفي «الأوسط» (٤/ ١٧٩)، مِنْ حديثِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما. قال ابنُ حجرٍ: «رُوَاتُه موثوقون، وفي بعضهم مَقالٌ، لكنَّه قويٌّ في المتابعات» انظر: «فيض القدير» للمناوي (٣/ ٤٨٩)، وحَسَّنه الألبانيُّ في «السلسلة الصحيحة» (٣/ ٤٥).
(36) أخرجه ـ بهذا اللفظِ ـ أحمد في «المسند» (١٥٢٤٣) مِنْ حديثِ جابر بنِ عبد الله رضي الله عنهما. وبنحوه مسلمٌ في «الحجِّ» (١٢١٨) من حديثِ جابرٍ رضي الله عنهما الطويل بلفظِ: «ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الرُّكْنِ فَاسْتَلَمَهُ، ثُمَّ خَرَجَ مِنَ الْبَابِ إِلَى الصَّفَا».
♦️ويدلُّ عليه حديثُ جابر بنِ عبد الله رضي الله عنهما: «فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَجْعَلُوهَا عُمْرَةً وَيَطُوفُوا ثُمَّ يُقَصِّرُوا وَيَحِلُّوا»(1)،
⚠️ والحلقُ أفضلُ لأنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم تَرحَّم على المُحلِّقِين ثلاثًا وعلى المُقصِّرِين مرَّةً عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَلِلْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: «اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَلِلْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: «اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَلِلْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: «وَلِلْمُقَصِّرِينَ»(3)؛
✅ والمرأة لا تَحْلِقُ، وإنما تُقَصِّر شعرَها مِنْ كُلِّ قرنٍ أنملةً(4)
♦️لقوله صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ عَلَى النِّسَاءِ الحَلْقُ، إِنَّمَا عَلَى النِّسَاءِ التَّقْصِيرُ»(5)،
قال ابنُ عبد البرِّ رحمه الله: «وقد أجمعَ العلماءُ على أنَّ النساءَ لا يَحْلِقْنَ، وأنَّ سُنَّتَهُنَّ التقصير»(6).
✅ ويكون الحلق والتقصير شاملًا لجميع الرأس، ويدلُّ على ما تقدَّم ◾ قولُ الله تعالى: ﴿لَّقَدۡ صَدَقَ ٱللَّهُ رَسُولَهُ ٱلرُّءۡيَا بِٱلۡحَقِّۖ لَتَدۡخُلُنَّ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمۡ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَۖ﴾ [الفتح: ٢٧]،
♦️ وقد حلَقَ صلى الله عليه وسلم جميعَ رأسه، وقال: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ»(7).
قال ابنُ قدامة رحمه الله: «يَلزَم التقصيرُ أو الحلقُ مِنْ جميعِ شعره، وكذلك المرأة، نصَّ عليه، وبه قال مالكٌ… ولنا: قولُ الله تعالى: ﴿مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمۡ﴾، وهذا عامٌّ في جميعه، ولأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم حلَقَ جميعَ رأسه، تفسيرًا لمُطلَق الأمر به، فيجب الرجوعُ إليه، ولأنه نُسُكٌ تعلَّق بالرأس فوَجَب استيعابُه به كالمسح، فإِنْ كان الشعرُ مضفورًا قصَّر مِنْ رؤوس ضفائره كذلك، قال مالكٌ: تُقَصِّر المرأةُ مِنْ جميعِ قُرونها، ولا يجب التقصيرُ مِنْ كُلِّ شعرةٍ؛ لأنَّ ذلك لا يُعلَم إلَّا بحلقه»(8).
✅ ويُستحَبُّ له البدايةُ عند الحلق أو التقصير بالشقِّ الأيمن لِمَا ♦️ روى أنسٌ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نَاوَلَ الحَالِقَ شِقَّهُ الأَيْمَنَ فَحَلَقَهُ، ثُمَّ دَعَا أَبَا طَلْحَةَ الأَنْصَارِيَّ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، ثُمَّ نَاوَلَهُ الشِّقَّ الأَيْسَرَ فَقَالَ: «احْلِقْ» فَحَلَقَهُ فَأَعْطَاهُ أَبَا طَلْحَةَ»(9).
✅ قال ابنُ قدامة رحمه الله: «يُستحَبُّ لمَنْ حلَقَ أو قصَّر تقليمُ أظافره، والأخذُ مِنْ شاربه؛ لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فَعَله. قال ابنُ المنذر: ثَبَت أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لمَّا حلَقَ رأسَه قلَّم أظفاره(10)،
✅ ومَنْ لا شعرَ على رأسه لا حَلْقَ عليه ولا فديةَ، ويُشرَع له إمرارُ شفرة الحلاقة على رأسه، ونَقَل ابنُ المنذر رحمه الله الإجماعَ على أنَّ الأصلع يُمِرُّ على رأسه شفرة الحلاقة(11)، و ليس واجبا عليه ذلك (12)
✅ فإذا أتمّ المعتمر الحلق أو التقصير فقد أتم عمرته و تحلل من الإحرام ، فيباح له جميع محظورات الإحرام .
⚠️ تنبيه مُهّم :
يتواجد بعض الأشخاص في نهاية المروة و هم حاملين بأيديهم مقصات مختلفة الأحجام ، يعرضون على المعتمرين قصّ بعض خصلات شعورهم بأثمان زهيدة و للأسف يستجيب لهم كثيرون ظنا أن ذلك يُجزئ
👈و قد ذكرنا سابقا أن على المعتمر قصّ أو حلق الشعر كلّه و إلّا لا يجزأه ذلك .
(1) مُتَّفَقٌ عليه
(2) أخرجه البخاريُّ في «الحجِّ» بابُ تقصيرِ المتمتِّع بعد العمرة (١٧٣١) مِنْ حديثِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما.
(5) أخرجه أبو داود في «المناسك» باب الحلق والتقصير (١٩٨٤، ١٩٨٥) مِنْ حديثِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما. والحديث ذَكَر له ابنُ الملقِّن في «البدر المنير» (٦/ ٢٦٧) مُتابَعاتٍ يتقوَّى بها، وحَسَّن إسنادَه الحافظ ابنُ حجرٍ في «التلخيص الحبير» (٢/ ٥٢٩)، وصحَّحه الألبانيُّ في «السلسلة الصحيحة» (٢/ ١٥٧).
(6) «الاستذكار» لابن عبد البرِّ (٤/ ٣١٣).
(7) أخرجه مسلمٌ في «الحجِّ» (١٢٩٧)، والبيهقيُّ بلفظِ: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ» في «السنن الكبرى» (٩٥٢٤)، مِنْ حديثِ جابر بنِ عبد الله رضي الله عنهما.
(8) «المغني» لابن قدامة (٣/ ٣٩٣).
(9) أخرجه مسلمٌ في «الحجِّ» (١٣٠٥) مِنْ حديثِ أنس بنِ مالكٍ رضي الله عنه.
(10) أخرجه أحمد (١٦٤٧٥) مِنْ حديثِ عبد الله بنِ زيد بنِ عبد ربِّه صاحبِ الأذان رضي الله عنه. قال الهيثميُّ في «مَجْمَع الزوائد» (٤/ ١٢): «رواه أحمد، ورجالُه رجالُ الصحيح»، وقوَّاه الشوكانيُّ بشواهده في «نيل الأوطار» (١/ ٧٣).
✅ الطواف بالكعبة المشرفة من العبادات الجليلة ، وشعائر الإسلام الظاهرة ، وهو مشروع منذ أن بُنيت الكعبة ، قال تعالى : (وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) سورة البقرة 125 ،
♦️عَنِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((مَن طاف بهذا البيتِ أُسْبوعًا فأحصاه، كان كعِتْقِ رقبةٍ؛ لا يضَعُ قَدَمًا، ولا يرفَعُ أخرى، إلَّا حَطَّ اللهُ عنه بها خطيئةً، وكَتَبَ له بها حسنةً ) رواه الترمذي و النسائي و أحمد و صححه الألباني.
✅كما أن الطواف لا يكون إلا بسبع أشواط :
⚠️ ولا يُجْزِئُ أقَلُّ منها، وهو مَذهَبُ الجُمْهورِ مِنَ المالِكيَّة ، والشَّافعيَّة ، والحَنابِلة .
و الدليل مِنَ السُّنَّةِ: 1- عَنِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: ((قَدِمَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فطاف بالبيت سبعًا )) متفق عليه ، وقد قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لِتَأْخُذوا مناسِكَكم )) رواه مسلم . 2- عن جابرِ بنِ عبد الله رَضِيَ اللهُ عنهما أنه قال في حديثِه الطَّويلِ في صِفَةِ حجَّةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((حتى إذا أتينا البيتَ معه، استلم الرُّكْنَ فرَمَلَ ثلاثًا، ومشى أربعًا )) رواه مسلم .
⚠️و في حال شكَّ المعتمر في أثناءِ الطَّوافِ في عددِ الأشواطِ التي طافها؛ فإنَّه يبني على اليقينِ، وهو الأقلُّ، وهذا مَذهَبُ الجُمْهورِ: المالِكيَّة ، والشَّافعيَّة والحَنابِلة ، وحُكِيَ الإجماعُ على ذلك .
✅ كما تجِبُ الموالاةُ بين الأشواطِ، وهذا مذهب المالِكيَّة ، والحَنابِلة . و الدليل :
أوَّلًا: مِنَ السُّنَّةِ أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والى بين أشواطِ طَوافِه، وقد قال: ((لِتَأْخُذوا مناسِكَكم ))
ثانيًا: أنَّ الطَّواف كالصَّلاةِ؛ فيُشتَرَط له الموالاةُ كسائِرِ الصَّلواتِ، أو أنَّه عبادةٌ متعلِّقةٌ بالبيت؛ فاشتُرِطَتْ لها الموالاةُ كالصَّلاةِ .
⚠️ تنبيه مُهِّم :
إذا أُقِيمَتْ صلاةُ الفريضةِ، فإنَّه يقطَعُ الطَّوافَ بنيَّةِ الرُّجوعِ إليه بعد الصَّلاة، فإذا قُضِيَتِ الصَّلاة يبدأ من حيث وَقَف، وهذا مَذهَبُ الجُمْهورِ : وبه قال أكثَرُ أهلِ العِلمِ ♦️عن أبي هريرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إذا أقيمَتِ الصَّلاةُ فلا صلاةَ إلَّا المكتوبةُ )
✅إذا كان المعتمر عاجزًا عن المشيِ، وطاف راكبًا أو محمولًا، فلا فداءَ ولا إثمَ عليه. الدليل : ♦️ عن أمِّ سَلَمةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: ((شكوتُ إلى رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنِّي أشتكي، قال: طوفي مِن وراءِ النَّاسِ وأنت راكبةٌ، فطفتُ ورسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُصَلِّي إلى جَنْبِ البيتِ، يقرأُ بالطُّورِ وكتابٍ مَسطورٍ )) رواه مسلم .
✅ للطوّاف شروط باختصار : 🚩 النية و محلها القلب 🚩 الطهارة من الحدث و النجاسة . 🚩 ستر العورة . 🚩 البدء من الحجر الأسود جاعلا البيت عن يساره . 🚩 استكمال سبع أشواط . 🚩 الموالاة من غير إنقطاع كثير بين الأشواط إلا إذا أقيمت الصلاة . 🚩 المشي للقادر . 🚩 الطواف داخل المسجد الحرام و لا يصح خارجه .
✅ فيما يخص الركن اليماني : من السنة إستلامه و لا يُقبّل كما يخطى كثيرون و إن لم يتمكن من الإستلام مشى دون الإشارة إليه . 🔷و قد جاء في الحديث الشريف فضل عظيم لاستلام الحجر الأسود و الركن اليماني ما رواه الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن استلامهما يحط الخطايا ) .
💎فلتحرص أخي المعتمر على الإكثار من الطواف لأجره العظيم فهي عبادة لن تستطيع القيام بها إلا في البيت الحرام و سترجع لبلدك و يصيبك ندم كبير على تفريطك و تقصيرك فيه .
https://hamlethatem.com/wp-content/uploads/2022/01/شعار-حملة-حاتم-1.png00hamlethatemhttps://hamlethatem.com/wp-content/uploads/2022/01/شعار-حملة-حاتم-1.pnghamlethatem2022-04-01 12:10:112022-04-01 12:10:11الطواف حول الكعبة
♦️ وعَنِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: ((رأينا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحرم بالحجِّ، وطاف بالبيتِ، وسعى بين الصَّفا والمروةِ )) رواه مسلم (1233).
✅ و أصلُ مشروعيَّةِ السَّعْيِ هو سعيُ هاجرَ عليها السَّلامُ، عندما ترَكَها نبي الله إبراهيمُ مع ابنِهِما إسماعيلَ عليهما السلام بمكَّة، ونَفِدَ ما معها من طعامٍ وشرابٍ، وبدأت تشعُرُ هي وابنُها بالعطشِ؛ فسَعَتْ بين الصَّفا والمروةِ سَبْعَ مرَّاتٍ طلبًا للماءِ؛ 🔸️يقول ابنُ عبَّاسٍ رضي الله عنهما : وجعلَتْ أمُّ إسماعيلَ تُرْضِعُ إسماعيلَ وتَشْرَبُ من ذلك الماءِ، حتى إذا نَفِد ما في السِّقاءِ عَطِشَت وعَطِشَ ابنُها، وجعلت تنظرُ إليه يتلوى فانطلقت كراهيةَ أن تنظُرَ إليه، فوجَدَت الصَّفا أقربَ جبلٍ في الأرضِ يليها، فقامت عليه، ثم استقبلَتِ الواديَ تنظُرُ: هل ترى أحدًا؟، فلم تَرَ أحدًا، فهَبَطَت مِنَ الصَّفا حتى إذا بلغَتِ الواديَ، رفعت طَرَفَ دِرْعِها، ثم سعت سَعْيَ الإنسانِ المجهودِ، حتى إذا جاوزت الواديَ، ثم أتت المروةَ، فقامت عليها، ونظَرَت هل ترى أحدًا؟ فلم تَرَ أحدًا، ففعلت ذلك سبْعَ مرَّاتٍ، قال ابنُ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (فذلك سَعْيُ النَّاسِ بينهما ) رواه البخاري
✅ شروط السعي بين الصفا و المروة :
1️⃣ يُشتَرَط في صحَّةِ كلِّ شوطٍ من أشواطِ السَّعيِ قَطْعُ جميعِ المسافة بين الصَّفا والمروةِ ، فإن لم يقطَعْها كلَّها لم يصِحَّ، وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقْهيَّةِ الأربَعةِ
2️⃣ الترتيبُ بأن يبدأَ بالصَّفا وينتهيَ بالمروة فلابدّ للمعتمر أن يبدأَ سَعْيَه بالصَّفا، وينتهيَ بالمروةِ .
3️⃣ يُشتَرَطُ في صِحَّةِ السَّعيِ بين الصَّفا والمروةِ، أن يكون سَبعةَ أَشواطٍ، ذَهابُه مِنَ الصَّفا إلى المروةِ شَوْطٌ، ورجوعُه مِنَ المروةِ إلى الصَّفا شَوْطٌ .
4️⃣ يُشتَرَطُ في صحَّةِ السَّعيِ أن يقَعَ بعد الطَّوافِ، وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقْهيَّةِ الأربَعةِ
5️⃣ الموالاةُ بينَ أشْواطِ السَّعي و إذا أُقيمَتِ صلاةُ الفريضة أثناءَ السَّعي، قَطَعَ المعتمر السَّعيَ وصلَّى، ثم أتمَّ الأشواطَ الباقِيَة .
✅ الحِكْمَةُ و المغزى من السَّعْيِ بين الصفا و المروة :
👈على المعتمر أن يستشعر و هو بالمسعى ، قوة إيمان نبي الله إبراهيمَ وزَوجَتِه هاجر وابنِهِما إسماعيل عليهم السلامُ، وما كانوا عليه مِنِ امتثالِ أمْرِ اللهِ تعالى، والمبادَرةِ إليه، حينما أمر الله سيدنا إبراهيم بترك زوجته هاجر و إبنه إسماعيل في فلاة فانقطعت بهم سُبل المؤونة . فيكون التذكُّرُ باعثًا على مِثْلِ ما كانوا عليه من الصبر و التحمل و عدم التسخط
💎يحملك ذلك على تعظيم أمر الله و حُسن الرجاء و التوكل عليه و استشعار الإفتقار و الإلتجاء إلى الله في المحن . و أن الله علام الغيوب ، بيده الخير كلّه و أن الإبتلاء و الإختبار سبيل المؤمنين و طريقهم لمعرفة ربِّ العالمين .
و صلّى الله و سلَّم على نبِّينا محمّد و على آله أجمعين .
https://hamlethatem.com/wp-content/uploads/2022/01/شعار-حملة-حاتم-1.png00hamlethatemhttps://hamlethatem.com/wp-content/uploads/2022/01/شعار-حملة-حاتم-1.pnghamlethatem2022-04-01 12:08:212022-04-01 12:08:21السعي بين الصفا والمروة
✅ثمَّ يَنْزِلُ مِنَ الصفا إلى المروة ليسعى بينهما، فإذا وَصَل إلى العمود الأخضر الأوَّلِ هَرْوَلَ، أي: أَسرعَ بقَدْرِ ما يستطيع مِنْ غيرِ أَذِيَّةٍ إلى العمود الأخضر الثاني، وهما عَلَمَان معروفان بالميلين الأخضرين، ⚠️ و كان في عهده صلى الله عليه وسلم واديًا أبطحَ فيه دِقَاقُ الحصى، ويقول بينهما: «رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ؛ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعَزُّ الأَكْرَمُ»(3)
و الدليل أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم «كَانَ يَسْعَى بَطْنَ المَسِيلِ إِذَا طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ»(4)، ويقول: «لَا يُقْطَعُ الأَبْطَحُ إِلَّا شَدًّا»(5).
✅ ثمَّ يسير إلى المروة فيرتقي عليها ويستقبِلُ القِبلةَ ويقول مِثلَ ما قاله في «الصفا» مِنْ تكبيرٍ وتوحيدٍ ودعاءٍ ثلاث مرات كذلك .
✅ ثمَّ ينزل مِنَ المروة إلى الصفا ويُهَرْوِل في موضعِ إسراعه، ويرتقي على الصفا ويستقبل القِبلةَ ويقول مِثلَ ما قاله أوَّلَ مرَّةٍ.
✅ ويُعَدُّ السعيُ مِنَ الصفا إلى المروة شوطًا، ومِنَ المروة إلى الصفا شوطًا ثانيًا، ويُتِمُّ سعيَه بسبعةِ أشواطٍ، يبتدئ الشوطُ الأوَّل بالصفا وينتهي الشوطُ السابع بالمروة.
🔸️ويدلُّ عليه حديثُ جابر بنِ عبد الله رضي الله عنهما، وفيه: «ثُمَّ نَزَلَ إِلَى المَرْوَةِ، حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ فِي بَطْنِ الوَادِي سَعَى، حَتَّى إِذَا صَعِدَتَا مَشَى حَتَّى أَتَى المَرْوَةَ، فَفَعَلَ عَلَى المَرْوَةِ كَمَا فَعَلَ عَلَى الصَّفَا، حَتَّى إِذَا كَانَ آخِرُ طَوَافِهِ عَلَى المَرْوَةِ»(6).
✅ تنبيهات مهمّة :
🚩 يصح للمعتمر أَنْ يأتيَ في سعيه بما شاء مِنَ الأدعية والأذكار المسنونة وقراءةِ القرآن.
🚩 مِنَ السنَّة: الهرولةُ، أي: السعي الشديد بين العَلَمين الأخضرين في جميع أشواط السعي، بينما في الطواف لا يَرْمُل إلَّا في الثلاثة الأولى فقط
🚩 ليس مِنَ السُّنَّة الاضطباعُ في السعي؛ إذ لم يَثْبُتْ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم اضطبع في غير الطواف، قال ابنُ قدامة رحمه الله: «وقال الشافعيُّ: يَضْطَبِعُ فيه؛ لأنه أحَدُ الطَّوَافَيْنِ، فأَشبهَ الطوافَ بالبيت، ولنا: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يَضطبِعْ فيه، والسُّنَّةُ في الاقتداء به، قال أحمد: ما سَمِعْنا فيه شيئًا، والقياسُ لا يصحُّ إلَّا فيما عُقِل معناه، وهذا تعبُّدٌ محضٌ»(7).
🚩 ليس مِنَ السُّنَّة الصلاةُ بعد السعي، أما حديث المطَّلِب بنُ أبي وداعة قال: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ فَرَغَ مِنْ سَعْيِهِ جَاءَ حَتَّى إِذَا حَاذَى الرُّكْنَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فِي حَاشِيَةِ المَطَافِ وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الطَّائِفِينَ أَحَدٌ»، حديث ضعيفٌ( 8)،
🚩 السعي لا يكون إلَّا بعد الطواف ، أي: أَنْ يتقدَّم السعيَ طوافٌ صحيحٌ لتبعية السعي له(9)؛ ويُشترَط أَنْ يبدأ بالصَّفَا ويختم بالمروة ـ كما تقدَّم ـ فإِنْ بَدَأ بالمروة لم يَعْتَدَّ بذلك الشوط، وأَنْ يستوعب في سعيه كل المسافة ما بين الصفا والمروة، ولا يصحُّ أَنْ يترك ممَّا بينهما شيئًا .
🚩 يصح سعي الحائض و النفساء لأن السعي لا يشترط له الطهارة لعدم دخوله في المسجد الحرام ، بل هو مشعر مستقل .
⚠️من هذا تعلم خطأ بعض المصلين حين يتعمدون الصلاة في المسعى سواء السفلي أو الطوابق العلوية و لا يتقدمون إلى داخل المسجد الحرام رغم خُلُوِ المسجد تعجلا منهم للخروج خاصة المقيمين في شارع غزة و شارع محبس الجن .
( 1) أخرجه مسلمٌ في «الجهاد والسِّيَر» (١٧٨٠) مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه.
(٢) أخرجه مسلمٌ في «الحجِّ» (١٢١٨) من حديثِ جابر بنِ عبد الله رضي الله عنهما الطويل. وأخرجه أبو داود في «المناسك» بابُ صفة حجَّة النبيِّ صلى الله عليه وسلم (١٩٠٥)
(3) انظر: «المصنَّف» لابن أبي شيبة (٣/ ٤٢٠، ٦/ ٨٣)، و«السنن الكبرى» للبيهقي (٩٣٥١، ٩٣٥٢)، انظر: «البدر المنير» لابن الملقِّن (٦/ ٢١٦)، «تخريج أحاديث الإحياء» للعراقي (١/ ٢٧٨)، «التلخيص الحبير» لابن حجر (٢/ ٥١٠)، «حجَّة النبيِّ صلى الله عليه وسلم» للألباني (١١٩).
(4) مُتَّفَقٌ عليه
(5) أخرجه ابنُ ماجه في «المناسك» باب السعي بين الصفا والمروة (٢٩٨٧)، وأحمد (٢٧٢٨١)، والحديث صحَّحه الألبانيُّ في «السلسلة الصحيحة» (٥/ ٥٦٤).
(6) أخرجه مسلمٌ في «الحجِّ» (١٢١٨) مِنْ حديثِ جابر بنِ عبد الله رضي الله عنهما الطويل.
(7) «المغني» لابن قدامة (٣/ ٣٧٣).
(8) هذا اللفظُ إنما أَوْرَده ابنُ الهُمام؛ وقد أَخرجَ الحديثَ النسائيُّ في «مناسك الحجِّ» باب: أين يصلِّي ركعتَيِ الطواف؟ (٢٩٥٩)، وابنُ ماجه في «المناسك» باب الركعتين بعد الطواف (٢٩٥٨)، وليس في شيءٍ مِنْ ألفاظه وطُرُقه الأخرى أنه كان بعد السعي، بل في بعضها التصريحُ بأنه بعد الطواف، وهو ـ مع ذلك ـ ضعيفٌ كما في «السلسلة الضعيفة» (٢/ ٣٢٦ ـ ٣٢٧) برقم: (٩٢٨) و«تمام المِنَّة» (٣٠٣) كلاهما للألباني.
وتتمحور هذه التوجيهات بمجموعة آدابٍ شرعيةٍ يلتزمها المعتمر قبل سفره وأثناءَه وعند قُفوله راجعًا إلى بلده، وهي على الترتيب التالي :
✅ أوّلاً : على المعتمِر أَنْ يتعلَّمَ أحكامَ المناسك ويعرف أعمالَ العمرة، وما يجب عليه فعلُه و النهي عن فعله وما يُستحَبُّ فعله وما يُستحَبُّ له تركُه
. كما يجب عليه أَنْ يعرف بِدَعَ العمرة والزيارة ليتجنَّبَها ويحذرَ منها، كُلُّ ذلك لِيقعَ عملُه خالصًا مِنْ شوائب الشِّرك ومُوافِقًا للسُّنَّة الصحيحة غيرَ مُخالِفٍ لها كما فصّلنا في الدرس الماضي .
✅ ثانيا: أَنْ يجتهد في الخروج مِنْ مظالم الخَلْق بالتحلُّل منها أو ردِّها إلى أصحابها أو باسترضاءِ كُلِّ مَنْ قصَّر في حقوقهم؛ خشيةَ أَنْ يكون مُفْلِسًا مِنَ الحسنات يومَ القيامة؛ ذلك لأنَّ السفر مظِنَّةُ الهلاك، فيجتهد في قضاءِ ما أَمكنَه مِنْ ديونه إِنْ كان عليه دَينٌ؛ لأنَّ حقَّ العبد لا يسقط إلَّا بردِّ حقِّه أو عفوه عنه؛
✅ ثالثًا: أَنْ يكتب وصيَّةً يذكر فيها ما له وما عليه، ويستعجل بها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُرِيدُ أَنْ يُوصِيَ فِيهِ يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ»(3)،
✅ رابعا : أَنْ يترك لأهله وأولادِه ومَنْ تجب نفقتُهم عليه لوازمَ العيش وضروريَّاتِ الحياة طيلةَ مُدَّةِ غيابه في سفره، مع حثِّهم على التمسُّك بالدِّين وآدابه، كالمحافظةِ على الصلاة؛ لأنه هو الراعي المسئولُ عنهم، من الناحية المالية والدِّينية والخُلُقية وغيرها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»(4)
✅ سادسا: أَنْ يتزوَّد لسفره بالتقوى والعمل الصالح، والالتزام بالآداب الشرعية، وأخذِ ما يكفيه لحوائجه وما يُغنيهِ عن أَذَى الناس بسؤالهم؛ فإنَّ تَرْكَ السؤال مِنَ التقوى؛ لقوله تعالى: ﴿وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُونِ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ١٩٧﴾ [البقرة: ١٩٧]، وعن ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: «كَانَ أَهْلُ اليَمَنِ يَحُجُّونَ وَلَا يَتَزَوَّدُونَ، وَيَقُولُونَ: نَحْنُ المُتَوَكِّلُونَ، فَإِذَا قَدِمُوا مَكَّةَ سَأَلُوا النَّاسَ؛ فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰۖ ﴾ [البقرة: ١٩٧]»(6).
✅ سابعا : أَنْ يحرص على تحصيل الرُّفقة الصالحة الدالَّةِ على الخير والمرغِّبة فيه والمُعينةِ عليه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا، وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ»(7)، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسُّوءِ كَحَامِلِ المِسْكِ وَنَافِخِ الكِيرِ؛ فَحَامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً؛ وَنَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً»(8).
✅ ثامنا : وألَّا تَقِلَّ هذه الرُّفقةُ الصالحة عن ثلاثةٍ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «الرَّاكِبُ شَيْطَانٌ، وَالرَّاكِبَانِ شَيْطَانَانِ، وَالثَّلَاثَةُ رَكْبٌ»(9)، وقولِه صلى الله عليه وسلم: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الوَحْدَةِ مَا أَعْلَمُ مَا سَارَ رَاكِبٌ بِلَيْلٍ وَحْدَهُ»(10).
✅ تاسعا: إذا كان المُعتمِرُ امرأةً فلا تسافر إلَّا مع زوجٍ أو ذي مَحْرَمٍ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لَا تُسَافِرِ المَرْأَةُ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ، وَلَا يَدْخُلْ عَلَيْهَا رَجُلٌ إِلَّا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ»، فَقَالَ رَجُلٌ: «يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَخْرُجَ فِي جَيْشِ كَذَا وَكَذَا، وَامْرَأَتِي تُرِيدُ الحَجَّ»، فَقَالَ: «اخْرُجْ مَعَهَا»
✅عاشرا : يلتزم المعتمر الأذكار والأدعية في سفره مِنْ مغادرته لبلده إلى قُفوله راجعًا إليه :
1️⃣ أنه يُودِّع أهلَه وأصحابه وإخوانه، فيقول المُقيم: «أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ؛ زَوَّدَكَ اللهُ التَّقْوَى، وَغَفَرَ ذَنْبَكَ، وَيَسَّرَ لَكَ الخَيْرَ حَيْثُمَا كُنْتَ»، فيجيب المُعتمِر المسافر: «أَسْتَوْدِعُكَ اللهَ الَّذِي لَا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ»، 🔸️ وقد كان ابنُ عمر رضي الله عنهما يقول للرَّجل إذا أراد سفرًا: «ادْنُ مِنِّي أُوَدِّعْكَ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوَدِّعُنَا فَيَقُولُ: «أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ»»(11)، 🔸️ وفي حديثِ أنس بنِ مالكٍ رضي الله عنه أنه قال: «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُرِيدُ سَفَرًا فَزَوِّدْنِي»، قَالَ: «زَوَّدَكَ اللهُ التَّقْوَى»، قَالَ: «زِدْنِي»، قَالَ: «وَغَفَرَ ذَنْبَكَ»، قَالَ: «زِدْني، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي»، قَالَ: «وَيَسَّرَ لَكَ الخَيْرَ حَيْثُمَا كُنْتَ»»(12)
2️⃣ فإذا وَضَع رِجلَه في الرِّكاب قال: «بِاسْمِ اللهِ»، فإذا استوى على ظهرها قال: «الحَمْدُ للهِ، ﴿سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُۥ مُقۡرِنِينَ١٣ وَإِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ١٤﴾ [الزخرف]، الحَمْدُ للهِ ـ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ـ اللهُ أَكْبَرُ ـ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ـ سُبْحَانَكَ، إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي؛ فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ»(13)، وهو ثابتٌ مِنْ حديثِ عليٍّ رضي الله عنه، 🔸️وله أَنْ يُضيفَ ما ثَبَت مِنْ حديثِ ابنِ عمر رضي الله عنهما مرفوعًا: «اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا البِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنَ العَمَلِ مَا تَرْضَى؛ اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ؛ اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ؛ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ المَنْظَرِ، وَسُوءِ المُنْقَلَبِ فِي المَالِ وَالأَهْلِ»(14).
3️⃣ وإذا عَلَا ثنيَّةً كبَّر، وإذا هَبَط سَبَّح، وإذا أَشرفَ على وادٍ هَلَّل وكَبَّر، وإذا نَزَل منزلًا قال: «أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ»؛ 🔸️ لحديثِ جابر ابنِ عبد الله رضي الله عنهما قال: «كُنَّا إِذَا صَعِدْنَا كَبَّرْنَا، وَإِذَا نَزَلْنَا سَبَّحْنَا»(15)، 🔸️ وفي حديثِ خولة بنتِ حكيمٍ رضي الله عنها قالت: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا ثُمَّ قَالَ: «أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ» لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ»»(16).
وله أَنْ يَدْعُوَ اللهَ تعالى في سفره، ويسأله مِنْ خير الدُّنيا والآخرة؛ لأنَّ الدعاء في السفر مستجابٌ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ المَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ المُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ»(17).
4️⃣ أَنْ يحرص على مراعاة الآداب والأذكار والأدعيةِ الواردةِ في أعمال العمرة والحجِّ الآتية
6️⃣وإذا أَشرفَ على بلده قال: «آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ»، ولا يزال يقولها حتَّى يدخلها؛ 🔸️ لحديثِ أنسٍ رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا أَشْرَفَ عَلَى المَدِينَةِ قَالَ: «آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ»، فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُهَا حَتَّى دَخَلَ المَدِينَةَ»(19).
✅ الحادي عشر : أَنْ يتَّصِل بأهله بوسائل الاتِّصال حتَّى لا يُفاجِئهم بمَقْدَمِه عليهم؛ ♦️لحديثِ جابرٍ رضي الله عنه قال: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْرَهُ أَنْ يَأْتِيَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ طُرُوقًا»(20)، والمرادُ بالطروق هو: المجيءُ مِنْ سفرٍ أو مِنْ غيره على غفلةٍ؛ إذ قد يَجِدُ أهلَه على غيرِ أهبةٍ مِنَ التنظُّف والتزيُّن المطلوبين مِنَ المرأة؛ فيكون ذلك سببَ النفرة بينهما(21).
و التوفيق من عند الله عز وجل .
(1) أخرجه البخاريُّ في «المظالم والغصب» مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه.
(2) أخرجه مسلمٌ في «البرِّ والصِّلَة والآداب» (٢٥٨١) مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه.
(3) أخرجه مسلمٌ في «الوصيَّة» (١٦٢٧) مِنْ حديثِ ابنِ عمر رضي الله عنهما.
(4) مُتَّفَق عليه
(5) أخرجه مسلمٌ في «الزكاة» (١٠١٥) مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه.
(6) أخرجه البخاريُّ في «الحجِّ» (١٥٢٣) مِنْ حديثِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما.
(7) أخرجه أبو داود في «الأدب» (٤٨٣٢)، والترمذيُّ في «الزهد» (٢٣٩٥)، مِنْ حديثِ أبي سعيدٍ الخُدْريِّ رضي الله عنه. والحديث حسَّنه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٧٣٤١).
(8) مُتَّفَقٌ عليه
(9) أخرجه أبو داود في «الجهاد» (٢٦٠٧)، والترمذيُّ في «الجهاد»(١٦٧٤)، والحديث صحَّحه الألبانيُّ في «السلسلة الصحيحة» (١/ ١٣١) رقم: (٦٢).
(10) أخرجه البخاريُّ في «الجهاد» باب السَّيْر وَحْدَه (٢٩٩٨) مِنْ حديثِ ابنِ عمر رضي الله عنهما.
(11)صحَّحه الألبانيُّ في «السلسلة الصحيحة» (١/ ٤٨) و«صحيح الجامع» (٤٧٩٥).
(12) أخرجه الترمذيُّ في «الدَّعَوات» (٣٤٤٤) مِنْ حديثِ أنس بنِ مالكٍ رضي الله عنه. والحديث حسَّنه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٣٥٧٩).
(13) الحديث صحَّحه الألبانيُّ في «صحيح سنن أبي داود» (٢/ ٤٩٣).
(14) أخرجه مسلمٌ في «الحجِّ» (١٣٤٢).
(15) أخرجه البخاريُّ في «الجهاد والسِّيَر» باب التسبيح إذا هَبَط واديًا (٢٩٩٣).
(16) أخرجه مسلمٌ في «الذِّكر والدعاء والتوبة والاستغفار» (٢٧٠٨).
(17) أخرجه أبو داود في «الصلاة» والحديث صحَّحه الألبانيُّ في «السلسلة الصحيحة» (٢/ ١٤٥) رقم: (٥٩٦) و«صحيح الجامع» (٣٠٣٣).
(18) مُتَّفَقٌ عليه
(19) مُتَّفَقٌ عليه
(20) مُتَّفَقٌ عليه
(21) أخرجه البخاريُّ في «النكاح» باب: لا يَطْرُق أهله ليلًا (٥٢٤٤).
https://hamlethatem.com/wp-content/uploads/2022/01/شعار-حملة-حاتم-1.png00hamlethatemhttps://hamlethatem.com/wp-content/uploads/2022/01/شعار-حملة-حاتم-1.pnghamlethatem2022-03-30 07:57:092022-03-30 07:57:09نصائح و توجيهات قبل العمرة
العمرة لغة : هي الزيارة والقصد. و شرعاً: هي زيارة بيت الله الحرام و التعبُّد لله تعالى بالطَّوافِ ببيتِه، والسَّعْيِ بين الصَّفا والمروة، والتحَلُّلِ منها بالحَلْقِ أو التَّقصيرِ .
✅ حُكم العُمرة :
أجمع العلماء على مشروعية العمرة وفضلها . لكنهم اختلفوا هل هي واجبة أم مستحبة؟ على قولين مشهورين :
1️⃣: وجوبها، وهو المشهور عن أحمد والشافعي و البخاري وجماعةٍ من أهل الحديث وغيرهم – رحمهم الله – ومن أدلَّتهم على ذلك:
🔸️ ما رواه أهل السُّنن وغيرهم عن أبي رزين العقيلي – وافد بني المُنتفِق – أنَّه أتى النبيَّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – فقال: إنَّ أبي شيخٌ كبير لا يستطيع الحجَّ ولا العُمرة، فقال: ((حجَّ عن أبيك واعتَمِرْ))[1]؛ صحَّحَه الترمذي، وقال أحمد: لا أعلم في إيجاب العُمرة حديثًا أجوَدَ من هذا، ولا أصحَّ منه.
🔸️ وبحديث عمر في رواية الدارقطني، وفيه قال – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((وتحج البيت وتعتمر))[2].
🔸️قال البخاري رحمه الله : بَاب وُجُوبِ الْعُمْرَةِ وَفَضْلِهَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ : رَضِيَ الله عَنْهُمَا : لَيْسَ أَحَدٌ إِلا وَعَلَيْهِ حَجَّةٌ وَعُمْرَةٌ ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا : إِنَّهَا لَقَرِينَتُهَا فِي كِتَابِ الله (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِله) اهـ وقوله : (لَقَرِينَتُهَا) أي : قرينة فريضة الحج .
2️⃣: إنَّها سنَّة وليست بواجبةٍ، وهو مذهب مالكٍ وأبي حنيفة ، واختيار شيخ الإسلام ابن تيميَّة، ومن أدلَّتهم في ذلك:
🔹️ حديث جابر – رضِي الله عنه – مرفوعًا: سُئِل – يعني: النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – – عن العُمرة: أواجبةٌ هي؟ قال: ((لا، وأن تعتَمِرَ خيرٌ لك))؛ صحَّحه الترمذي[3]. غير أن هذا الحديث ، ضعفه الشافعي وابن عبد البر وابن حجر والنووي ، والألباني في ضعيف الترمذي ، وغيرهم .
⬅️ ودليلهم كذلك أنَّ الأصْلَ عدمُ وجوبها، والبراءة الأصليَّة لا يُنتَقلُ عنها إلا بدليل يثبت به التكليف، ولا دليل يصلح لذلك .
🔹️ ويُؤيِّد ما ذهبوا إليه أن الله تعالى فرض الحج فقط : ﴿ وَلِله عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ﴾ [آل عمران: 97]. ⚠️️ولفظ الحج في القُرآن لا يتناول العُمرة؛ فإنه سبحانه إذا أراد العُمرةَ ذكَرَها مع الحج كقوله: ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِله ﴾ [البقرة: 196].
🔹️ وممَّا يُؤيِّد ذلك اقتصارُ النبيِّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – على ذِكر الحج دون العُمرة، كما في حديث ابن عمر – رضِي الله عنهما – في الصحيحين وغيرهما: ((بُنِي الإسلامُ على خمسٍ: شهادة أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وحج بيت الله الحرام)).
و العلم عند الله تعالى .
✅ فضل العُمرة :
🚩 قد ورد في السنة النبوية ما يدل على فضل العمرة وثوابها..
🔸️ “غفران الذنوب وزوالها” :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”. رواه البخاري
🔸️ “إكرام الله للمعتمرين ” :
قال صلى الله عليه وسلم : ( الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم ) رواه ابن ماجه وحسنه الألباني .
🔸️ “تنفي الفقر كما تنفي الذنوب” : عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ الْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلَّا الْجَنَّةُ) رواه التّرمذي والنّسائي، وصححه ابن خزيمة وابن حبّان، وقال التّرمذي: حديث حسن صحيح.
✅ و يتأكد فضل العمرة و يزداد أجرها في مواسم الخير و الطاعات :
🔹 في ️رمضان و هو افضل المواسم لأدائها ؛ لما صحَّ أنَّ النبيَّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – أمَر أمَّ معقل – لما فاتَها الحج – أنْ تعتمر في رمضان، وأخبرها أنَّ: ((عُمرة في رمضان تعدل حجَّة))[4]،
وفي لفظ: ((معي))؛ أي: حجَّة مع النبيِّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – فالحديث دالٌّ على فضْل العُمرة في رمضان، لكن لا تسقط فرضية الحج على من لم يؤده .
🔹️ أشهر الحج (5): ذهب جماعةٌ من أهل العلم أنَّ العُمرة في أشهُر الحج أفضل من عُمرةٍ في غير أشهر الحج؛ لأنَّ النبيَّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – اعتمر عُمَرَهُ الأربع كلها في أشهر الحج.
و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين محمد و آله و صحبه أجمعين
[1] مسند أحمد (4/10،11،12)، وسنن الترمذي (930)، وسنن النسائي (5/111)، وسنن ابن ماجه (2906).
https://hamlethatem.com/wp-content/uploads/2022/01/شعار-حملة-حاتم-1.png00hamlethatemhttps://hamlethatem.com/wp-content/uploads/2022/01/شعار-حملة-حاتم-1.pnghamlethatem2022-03-25 15:44:522022-03-25 15:44:52الغاء المحرم كشرط لسفر المراه التي يقل عمرها عن 45 سنه