اعمال المعتمر اثناء السعي
سلسلةفقهالعمرة
🔴 الدرس 14 : أعمال المعتمر أثناء السعي
يقوم المعتمر أثناء سعيه بين الصفا والمروة بأعمال و أقوال و أدعية متنوعة فيما يلي ملخصها :
✅ إذا فَرَغَ المُعتمر مِنْ طوافه خَرَج إلى المسعى،
فإذا دَنَا مِنَ الصفا قَرَأ
قول الله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلۡمَرۡوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِۖ فَمَنۡ حَجَّ ٱلۡبَيۡتَ أَوِ ٱعۡتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَاۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرٗا فَإِنَّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ﴾ سورة البقرة: ١٥٨،
ويقول: «أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللهُ بِهِ»،
✅ثمَّ يرتقي على الصفا حتَّى يرى الكعبة، فيستقبلها فيرفع يدَيْه فيوحِّد اللهَ ويُكبِّره، يقول: «اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ؛ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ؛ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ»،
يكرِّر ذلك ثلاثَ مرَّاتٍ،
ويدعو بين التهليلات بما شاء مِنَ الأدعية، والأفضلُ أَنْ يكون الدعاء مأثورًا عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم .
🔸️و الدليل حديثُ أبي هريرة رضي الله عنه قال: «فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ أَتَى الصَّفَا، فَعَلَا عَلَيْهِ حَتَّى نَظَرَ إِلَى البَيْتِ وَرَفَعَ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ يَحْمَدُ اللهَ وَيَدْعُو بِمَا شَاءَ أَنْ يَدْعُوَ»(1)،
🔸️وفي حديثِ جابر بنِ عبد الله رضي الله عنهما: «ثُمَّ خَرَجَ مِنَ البَابِ إِلَى الصَّفَا، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الصَّفَا قَرَأَ: ﴿إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلۡمَرۡوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِۖ ﴾، «أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللهُ بِهِ»، فَبَدَأَ بِالصَّفَا، فَرَقِيَ عَلَيْهِ حَتَّى رَأَى البَيْتَ، فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، فَوَحَّدَ اللهَ وَكَبَّرَهُ، وَقَالَ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ؛ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ»، ثُمَّ دَعَا بَيْنَ ذَلِكَ، قَالَ مِثْلَ هَذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ»(2).
✅ثمَّ يَنْزِلُ مِنَ الصفا إلى المروة ليسعى بينهما، فإذا وَصَل إلى العمود الأخضر الأوَّلِ هَرْوَلَ، أي: أَسرعَ بقَدْرِ ما يستطيع مِنْ غيرِ أَذِيَّةٍ إلى العمود الأخضر الثاني، وهما عَلَمَان معروفان بالميلين الأخضرين،
⚠️ و كان في عهده صلى الله عليه وسلم واديًا أبطحَ فيه دِقَاقُ الحصى، ويقول بينهما: «رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ؛ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعَزُّ الأَكْرَمُ»(3)
و الدليل أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم «كَانَ يَسْعَى بَطْنَ المَسِيلِ إِذَا طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ»(4)، ويقول: «لَا يُقْطَعُ الأَبْطَحُ إِلَّا شَدًّا»(5).
✅ ثمَّ يسير إلى المروة فيرتقي عليها ويستقبِلُ القِبلةَ ويقول مِثلَ ما قاله في «الصفا» مِنْ تكبيرٍ وتوحيدٍ ودعاءٍ ثلاث مرات كذلك .
✅ ثمَّ ينزل مِنَ المروة إلى الصفا ويُهَرْوِل في موضعِ إسراعه، ويرتقي على الصفا ويستقبل القِبلةَ ويقول مِثلَ ما قاله أوَّلَ مرَّةٍ.
✅ ويُعَدُّ السعيُ مِنَ الصفا إلى المروة شوطًا، ومِنَ المروة إلى الصفا شوطًا ثانيًا، ويُتِمُّ سعيَه بسبعةِ أشواطٍ، يبتدئ الشوطُ الأوَّل بالصفا وينتهي الشوطُ السابع بالمروة.
🔸️ويدلُّ عليه حديثُ جابر بنِ عبد الله رضي الله عنهما، وفيه: «ثُمَّ نَزَلَ إِلَى المَرْوَةِ، حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ فِي بَطْنِ الوَادِي سَعَى، حَتَّى إِذَا صَعِدَتَا مَشَى حَتَّى أَتَى المَرْوَةَ، فَفَعَلَ عَلَى المَرْوَةِ كَمَا فَعَلَ عَلَى الصَّفَا، حَتَّى إِذَا كَانَ آخِرُ طَوَافِهِ عَلَى المَرْوَةِ»(6).
✅ تنبيهات مهمّة :
🚩 يصح للمعتمر أَنْ يأتيَ في سعيه بما شاء مِنَ الأدعية والأذكار المسنونة وقراءةِ القرآن.
🚩 مِنَ السنَّة: الهرولةُ، أي: السعي الشديد بين العَلَمين الأخضرين في جميع أشواط السعي، بينما في الطواف لا يَرْمُل إلَّا في الثلاثة الأولى فقط
🚩 ليس مِنَ السُّنَّة الاضطباعُ في السعي؛
إذ لم يَثْبُتْ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم اضطبع في غير الطواف، قال ابنُ قدامة رحمه الله: «وقال الشافعيُّ: يَضْطَبِعُ فيه؛ لأنه أحَدُ الطَّوَافَيْنِ، فأَشبهَ الطوافَ بالبيت، ولنا: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يَضطبِعْ فيه، والسُّنَّةُ في الاقتداء به، قال أحمد: ما سَمِعْنا فيه شيئًا، والقياسُ لا يصحُّ إلَّا فيما عُقِل معناه، وهذا تعبُّدٌ محضٌ»(7).
🚩 ليس مِنَ السُّنَّة الصلاةُ بعد السعي،
أما حديث المطَّلِب بنُ أبي وداعة قال: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ فَرَغَ مِنْ سَعْيِهِ جَاءَ حَتَّى إِذَا حَاذَى الرُّكْنَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فِي حَاشِيَةِ المَطَافِ وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الطَّائِفِينَ أَحَدٌ»، حديث ضعيفٌ( 8)،
🚩 السعي لا يكون إلَّا بعد الطواف ، أي: أَنْ يتقدَّم السعيَ طوافٌ صحيحٌ لتبعية السعي له(9)؛
ويُشترَط أَنْ يبدأ بالصَّفَا ويختم بالمروة ـ كما تقدَّم ـ فإِنْ بَدَأ بالمروة لم يَعْتَدَّ بذلك الشوط،
وأَنْ يستوعب في سعيه كل المسافة ما بين الصفا والمروة، ولا يصحُّ أَنْ يترك ممَّا بينهما شيئًا .
🚩 يصح سعي الحائض و النفساء لأن السعي لا يشترط له الطهارة لعدم دخوله في المسجد الحرام ، بل هو مشعر مستقل .
⚠️من هذا تعلم خطأ بعض المصلين حين يتعمدون الصلاة في المسعى سواء السفلي أو الطوابق العلوية و لا يتقدمون إلى داخل المسجد الحرام رغم خُلُوِ المسجد
تعجلا منهم للخروج خاصة المقيمين في شارع غزة و شارع محبس الجن .
( 1) أخرجه مسلمٌ في «الجهاد والسِّيَر» (١٧٨٠) مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه.
(٢) أخرجه مسلمٌ في «الحجِّ» (١٢١٨) من حديثِ جابر بنِ عبد الله رضي الله عنهما الطويل. وأخرجه أبو داود في «المناسك» بابُ صفة حجَّة النبيِّ صلى الله عليه وسلم (١٩٠٥)
(3) انظر: «المصنَّف» لابن أبي شيبة (٣/ ٤٢٠، ٦/ ٨٣)، و«السنن الكبرى» للبيهقي (٩٣٥١، ٩٣٥٢)، انظر: «البدر المنير» لابن الملقِّن (٦/ ٢١٦)، «تخريج أحاديث الإحياء» للعراقي (١/ ٢٧٨)، «التلخيص الحبير» لابن حجر (٢/ ٥١٠)، «حجَّة النبيِّ صلى الله عليه وسلم» للألباني (١١٩).
(4) مُتَّفَقٌ عليه
(5) أخرجه ابنُ ماجه في «المناسك» باب السعي بين الصفا والمروة (٢٩٨٧)، وأحمد (٢٧٢٨١)، والحديث صحَّحه الألبانيُّ في «السلسلة الصحيحة» (٥/ ٥٦٤).
(6) أخرجه مسلمٌ في «الحجِّ» (١٢١٨) مِنْ حديثِ جابر بنِ عبد الله رضي الله عنهما الطويل.
(7) «المغني» لابن قدامة (٣/ ٣٧٣).
(8) هذا اللفظُ إنما أَوْرَده ابنُ الهُمام؛ وقد أَخرجَ الحديثَ النسائيُّ في «مناسك الحجِّ» باب: أين يصلِّي ركعتَيِ الطواف؟ (٢٩٥٩)، وابنُ ماجه في «المناسك» باب الركعتين بعد الطواف (٢٩٥٨)، وليس في شيءٍ مِنْ ألفاظه وطُرُقه الأخرى أنه كان بعد السعي، بل في بعضها التصريحُ بأنه بعد الطواف، وهو ـ مع ذلك ـ ضعيفٌ كما في «السلسلة الضعيفة» (٢/ ٣٢٦ ـ ٣٢٧) برقم: (٩٢٨) و«تمام المِنَّة» (٣٠٣) كلاهما للألباني.
(9) المغني لابن قدامة .
اترك رداً
تريد المشاركة في هذا النقاششارك إن أردت
Feel free to contribute!